قصة قصيرة كتبتها في 3-2006، بأسلوب عمل درامي، تُقدّم تصورًا لحال بلدنا بعد مرور نصف قرن. كنت نشرتها في منتديات، ثم اختفت. أخرجتها الآن من سجلاتي، وأعيد نشرها (بلا تعديل غير التدقيق في اللغة والفواصل). قرأتها اليوم لأول مرة من ذلك الحين، فأخذت أبتسم وأنا أقرأ ما بدر مني قبل 8 أعوام. ويبدو أن بعض ما فيها قد تحقق ونحن ما زلنا في 2014.
تصور عام
البيوت والسيارات والأجهزة بأشكال حديثة. الاتصالات بجوال له طوق يوضع على الرأس. أكثر الناس يسكنون شقق أبراج، وأكثر السيارات صغيرة جدًا. المباني والأسواق الجديدة تظهر، ونظافة ولمعان في كل شيء.
الرجال لا يلبسون ثياب القطعة الواحدة وإنما قطعتين أو أكثر، والبدل بلا ربطة عنق. النساء أزياؤهن محتشمة بلا غطاء وجه ولا عباءة. ألوان جميع الألبسة فاتحة لأجل الشمس.
الطعام كله خفيف وصحي. الكل يمارس الرياضة ولا أحد لديه زيادة وزن. لا أحد يجلس على الأرض أو يأكل بيده.
الحالة الاقتصادية مماثلة لباقي دول العالم الثالث بسبب زوال البترول، ولم تعد في البلد عمالة وافدة، وصار المواطنون يعملون في كل المهن رجالاً ونساءً بلا فصل ولا تمييز، بما في ذلك قيادة السيارة، وصارو عمليين وحيويين. توجد النقابات المهنية ومجلس النواب، والكل يعمل بفعالية وجرأة. التعامل بين الناس عمومًا بأدب واحترام وبلغة مهذبة.
الحريات الإعلامية والشخصية متحققة، والتشدد الديني والاجتماعي غائب. الالتزام الديني سائد بلا إكراه ولا وصاية من أحد، توجد فقط دعوة وإرشاد في أمكان خاصة بها. مظهر الملتزم لايختلف عن غيره إلا بلحية طويلة لكن مهذبة وعبارات دينية في لغته.
تزايد عدد السكان يزيد حالة الزحام. تتوفر الباصات داخل الأحياء وقطارات بين كل المدن. تتواجد دور سينما ومسرح، وتقام حفلات غنائية واستعراضية.
مشهد 1
جلسة لمجلس النواب، الذي يضم سيدات.
نائب واقف يخاطب المجلس: "أيها الإخوة، نعلم أنه منذ أن كشفت الحكومة عن انتهاء مخزوننا البترولي وهي تسعى جاهدة لتحسين الحالة الاقتصادية وإيجاد البدائل اللازمة،
تصور عام
البيوت والسيارات والأجهزة بأشكال حديثة. الاتصالات بجوال له طوق يوضع على الرأس. أكثر الناس يسكنون شقق أبراج، وأكثر السيارات صغيرة جدًا. المباني والأسواق الجديدة تظهر، ونظافة ولمعان في كل شيء.
الرجال لا يلبسون ثياب القطعة الواحدة وإنما قطعتين أو أكثر، والبدل بلا ربطة عنق. النساء أزياؤهن محتشمة بلا غطاء وجه ولا عباءة. ألوان جميع الألبسة فاتحة لأجل الشمس.
الطعام كله خفيف وصحي. الكل يمارس الرياضة ولا أحد لديه زيادة وزن. لا أحد يجلس على الأرض أو يأكل بيده.
الحالة الاقتصادية مماثلة لباقي دول العالم الثالث بسبب زوال البترول، ولم تعد في البلد عمالة وافدة، وصار المواطنون يعملون في كل المهن رجالاً ونساءً بلا فصل ولا تمييز، بما في ذلك قيادة السيارة، وصارو عمليين وحيويين. توجد النقابات المهنية ومجلس النواب، والكل يعمل بفعالية وجرأة. التعامل بين الناس عمومًا بأدب واحترام وبلغة مهذبة.
الحريات الإعلامية والشخصية متحققة، والتشدد الديني والاجتماعي غائب. الالتزام الديني سائد بلا إكراه ولا وصاية من أحد، توجد فقط دعوة وإرشاد في أمكان خاصة بها. مظهر الملتزم لايختلف عن غيره إلا بلحية طويلة لكن مهذبة وعبارات دينية في لغته.
تزايد عدد السكان يزيد حالة الزحام. تتوفر الباصات داخل الأحياء وقطارات بين كل المدن. تتواجد دور سينما ومسرح، وتقام حفلات غنائية واستعراضية.
مشهد 1
جلسة لمجلس النواب، الذي يضم سيدات.
نائب واقف يخاطب المجلس: "أيها الإخوة، نعلم أنه منذ أن كشفت الحكومة عن انتهاء مخزوننا البترولي وهي تسعى جاهدة لتحسين الحالة الاقتصادية وإيجاد البدائل اللازمة،