أقدم المحامي، ذو السمت المتدين، عبدالعزيز القاسم، على حلق لحيته ولبس العقال... على غرار نزع بعض المسلمات للحجاب. ويمكن تسمية ذلك "makeover ميكوفر".
كان القاسم يظهر في الإعلام بكثرة وعليه سيماء المتدين وهندامه (لحية وثوب قصير وشماغ بلا عقال)، وحتى أسلوب كلامه كان متأثرًا بذلك. ومن المعروف أن حلق اللحية حرام للمتدين؛ ورغم ذلك فقد تخلص منها واتخذ العقال. يأتي هذا ضمن ما يبدو تحولًا تدريجيًا من التدين إلى الليبرالية، يشجعه على ذلك توجه الدولة المخفف من كثافة التدين (الذي كان طاغيًا في القرن الماضي) خلال عملها على مكافحة الإرهاب.
تخرج من التعليم الديني؛ وعمل قاضياً متدرباً في المحكمة الكبرى بالرياض، حتى 1990 حين انضم لمجموعة المتدينين الذين تعاطو السياسة وبادرو بخطاب المطالب ومذكرة النصيحة، ففُصل من المحكمة، ولبث في السجن زمنًا فتراجع. ثم اتخذ مسارًا قدم نفسه فيه بأنه مع الدين لكن ضد التدين التقليدي، وأنه مع تحديث وعصرنة الدين والشريعة؛ وشارك في دراسات وأبحاث في هذا المجال؛ من أبرزها بحث [المقررات الدراسية الدينية... أين الخلل؟ قراءة في فقه التعامل مع الآخر والواقع والحضارة في المقررات] في 2004. وهو حاليًا مستشار شرعي.
وفي حوار مع جريدة الحياة في 7-5-2013 سُئل "هل انقلبت على تعليمك وتقاليد عائلتك المحافظين؟" فأجاب "التقاليد التي عرفها التعليم الديني الذي تخرجت منه ليست ثابتة. لقد حدثت تغيّرات إيجابية كثيرة في التعليم الديني، كان التعليم القانوني - على سبيل المثال - محظوراً، وصار جزءاً من مقررات كليات الشريعة اليوم، وهكذا التقاليد العائلية. إن المجتمع السعودي يكتشف طريقة نحو التعددية والتعايش مع الاختلاف وسعة الشريعة على نحو لم يكن مألوفاً لديه، خصوصاً في المنطقة الوسطى."
لكن يبدو أن لديه تناقض أو صراع داخلي، حيث لا يزال مثلاً يعارض اختلاط الجنسين في العمل، الموقف الذي تميز به المتدين الوهابي.
يعتبره المتدينون منتكسًا. وتظهر قناعاته في تغريداته؛ فهو مثلاً (كما تبين الصورة المرفقة) حين رد على ملحد... استعمل صيغة "ملحدينا" وهذا إقرار ضمني بالتعايش معهم، ولم ينكر عليه إلحاده، بل قال أن المتدينين هم السبب.
تخرج من التعليم الديني؛ وعمل قاضياً متدرباً في المحكمة الكبرى بالرياض، حتى 1990 حين انضم لمجموعة المتدينين الذين تعاطو السياسة وبادرو بخطاب المطالب ومذكرة النصيحة، ففُصل من المحكمة، ولبث في السجن زمنًا فتراجع. ثم اتخذ مسارًا قدم نفسه فيه بأنه مع الدين لكن ضد التدين التقليدي، وأنه مع تحديث وعصرنة الدين والشريعة؛ وشارك في دراسات وأبحاث في هذا المجال؛ من أبرزها بحث [المقررات الدراسية الدينية... أين الخلل؟ قراءة في فقه التعامل مع الآخر والواقع والحضارة في المقررات] في 2004. وهو حاليًا مستشار شرعي.
وفي حوار مع جريدة الحياة في 7-5-2013 سُئل "هل انقلبت على تعليمك وتقاليد عائلتك المحافظين؟" فأجاب "التقاليد التي عرفها التعليم الديني الذي تخرجت منه ليست ثابتة. لقد حدثت تغيّرات إيجابية كثيرة في التعليم الديني، كان التعليم القانوني - على سبيل المثال - محظوراً، وصار جزءاً من مقررات كليات الشريعة اليوم، وهكذا التقاليد العائلية. إن المجتمع السعودي يكتشف طريقة نحو التعددية والتعايش مع الاختلاف وسعة الشريعة على نحو لم يكن مألوفاً لديه، خصوصاً في المنطقة الوسطى."
لكن يبدو أن لديه تناقض أو صراع داخلي، حيث لا يزال مثلاً يعارض اختلاط الجنسين في العمل، الموقف الذي تميز به المتدين الوهابي.
يعتبره المتدينون منتكسًا. وتظهر قناعاته في تغريداته؛ فهو مثلاً (كما تبين الصورة المرفقة) حين رد على ملحد... استعمل صيغة "ملحدينا" وهذا إقرار ضمني بالتعايش معهم، ولم ينكر عليه إلحاده، بل قال أن المتدينين هم السبب.
ما يلي اقتباس من مقال [السعودية 1991: وجـوه في أحضان العاصفة] في موقع «الأخبار»:
.. بعد غزو الكويت، واتخاذ الملك قرار الاستعانة بالقوات الأميركية، أصدرت هيئة كبار العلماء .. فتواها بجواز الاستعانة بتلك القوات .. شهد مجمع إسكان جامعة الملك سعود عشاءً اعتيادياً في منزل د.أحمد التويجري .. حضرته مجموعة من الناشطين، منهم: د.توفيق القصير، د.محمد المسعري، وعبد العزيز القاسم، وانتهى بمبادرة الاتصال بمجموعة العبيكان لتنظيم مطالبة بالإصلاح .. كان عبد العزيز القاسم في حينها قاضياً متدرباً في المحكمة الكبرى بالرياض. لكن، على الرغم من صغر سنه، اقترح على العبيكان تطوير فكرة «الإنكار» إلى مبادرة إصلاحية تتناول القضايا الجوهرية في الدولة. رحّب العبيكان بالفكرة، واجتمع .. مع التويجري والقاسم لتنفيذها. خلال الاجتماع، فاجأ العبيكان الآخرين، وفق رواية القاسم، بأنه اجتمع سراً مع الشيخ بن باز، وتحدث .. عن «ضرورة تقييد السلطة الملكية المطلقة من خلال دستور يتوافق مع الشريعة ويقلص سلطات الملك لتحقيق حد أدنى من لجم الفساد والحكم المطلق الذي جلب الشرور على الأمة بما فيها شرور القوات الأجنبية»، وأن بن باز أيّد هذه الآراء!. في هذه الأثناء، وعلى مسار آخر، عقد القاسم في منزله اجتماعاً مع مجموعة أخرى لتوحيد جهود الإصلاح في مطالب محددة. اتفق المجتمعون يومها على الاجتماع الدوري لتنظيم مبادرة تجمع الإصلاحيين الإسلامويين عبر بيانات مطالب وندوات ومهرجانات خطابية ومنشورات، وتتالى انعقاد عشرات الاجتماعات للمجموعة يومياً تقريباً، .. بمساندة الشيوخ سلمان العودة .. و.. سفر الحوالي و.. عبدالله حمود التويجري. .. في ديسمبر 1990، أطلق إصلاحيون سعوديون، ليبراليون وقوميون ووجهاء ومسؤولون سابقون عريضتهم المدنية التي طالبت الملك فهد بـ: «وضع إطار تنظيمي للفتوى، الشروع في تكوين مجلس الشورى، إحياء المجالس البلدية، مراجعة أوضاع القضاء، تنظيم الحرية الإعلامية، الإصلاح الجذري والشامل لقطاعي التعليم وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتمكين المرأة في الحياة العامة». .. أدرك الإسلامويون أن المملكة تمر بمرحلة مخاض، وأن العريضة المدنية هي بمثابة إشارة إلى أن ثمار المخاض ستذهب بعيداً عن الإسلام الحركي. لذلك، عبّر خطاب المطالب ثم مذكرة النصيحة عن مطالب الإصلاح من وجهة نظر الحركيين. .. الاجتماعات في منزل عبدالعزيز القاسم .. قد تمخضت عن بلورة مطالب الإسلامويين الإصلاحية في خطاب المطالب. .. العواجي ..: «.. الشيخ بن باز والشيخ العثيمين كانا معنا قلباً وقالباً في خطاب المطالب ثم في مذكرة النصيحة، لكنهما تعرّضا لضغوط هائلة دفعتهما لأن يصرّحا بما يخالف قناعاتهما أمام رجال الدولة». يقول عبد العزيز القاسم: «ليلة صدور خطاب المطالب اجتمع الناشطون في منزلي، واتصلنا بأعضاء في هيئة كبار العلماء، قالوا لنا: قلوبنا مع الإصلاح، وأقلامنا مع الدولة».. جمع الملك فهد هيئة كبار العلماء، وناقش معهم خطاب المطالب. تسرّب من أحد أعضاء الهيئة أن العضو الشيخ عبد العزيز بن صالح .. طالب بقتل «مثيري الفتنة»، مشبّهاً الخطاب بالفتنة على .. عثمان بن عفان (وربما كانت ردة فعله القاسية مفهومة بحكم توقيع بعض أئمة الحرمين وبعض أعضاء هيئة كبار العلماء على الخطاب!)، .. لتتفق الهيئة، .. على بيان تدين فيه خطاب المطالب .. من وجهة نظري، حاول «الخطاب» ثم «المذكرة» صياغة مشروع «ولاية الفقيه» في نسخة سعودية (وهذه مشكلة عويصة تجلّت منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، حين بدأ رجل الدين السني «يغار» من السلطة السياسية التي نالها رجال الدين الشيعة). .. طالب الموقعون بـ: «أن يكون العلماء والدعاة في مقدمة أهل الحل والعقد والأمر والنهي ..» ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق