2016-09-23

تويتر والتوتر

تبقينا وسائط التواصل (وسائل التواصل الاجتماعي)، مثل تويتر وفيسبوك ووتساب، متصلين بأصدقائنا وعملائنا، وتشغل أوقات الفراغ والانتظار. لنواجه الأمر؛ لن نقبل أن نكون بدونها. لكن إدمان البعض عليها بات أشد من التدخين، وهي أحيانًا تدفع المرء إلى الجنون. التوتّر والإجهاد ضررهما بالصحة كبير؛ ووسائط التواصل قد توتّرك أو تجهدك بعدة طرق. ( طبعًا يختلف الحال بين من يتواصل باسمه الحقيقي ومن لا يفعل ذلك؛ لكن ثمة تأثيرات مشتركة):
• التواصل، بمعنى أن نشاطها متواصل لا يتوقف؛
وهذا قد يسبب انهماكك فيها لمدد طويلة.
• التنبيهات الصوتية والومضات التي تطالب بلفت انتباهك لفتح رسائل والرد عليها كل برهة.
• أنها تعزز طريقة العمل بأداء عدة مهام في نفس الوقت؛ وهي تتضمن المقاطعة بكثرة.
• أنها تضاعف قلقك على نجاحك وسمعتك، إذ أصبح انتشار الأخبار أكبر بكثير من السابق.
• سعيك لكسب المتابعين، الإعجابات، التعليقات، وإعادة التغريدات.
• قلقك تجاه ما يصدر عنك وتفاعل الناس معه، ورقابتك الذاتية المستمرة وحذرك أن يغضب أحدًا أو يوقعك في مشكلة.
• وجود شخص من أقربائك أو زملائك يوترك بكلامه، يتواصل معك باستمرار، ولا تستطيع منعه.
• ملاحقة المستجدات والخوف من تفويت تغريدة مهمة أو تعليق قيّم أو رسالة عاجلة، أو دعوة لحضور حفلة أو مناسبة.
• عندما تأتيك أخبار سيئة عمن تحب، أو أخبار عن تقدّم خصمك أو عدوّك.
• عندما ترى تفاخر البعض وما يتحدثون به من لهو ولعب وبذخ، وما يعرضونه من صور لمعيشتهم المترفة، وتمتعهم بالحياة المادية، قد توتّرك المقارنة مع حالك، وقد يتجاوز شعورك بالغبطة إلى الشعور بالغبن والغيظ.، وربما عدم الرضا عن وضعك، أو حتى التعاسة.
• عندما ترى شكاوي البعض وما يتحدثون به من هموم وأزمات، وما يعرضونه من صور لمآسيهم الخاصة أو العامة، ومعاناتهم مع التعاسة، أو ما يطرأ من ذلك في الحوادث، قد يتجاوز شعورك بالشفقة إلى الشعور بالهم والكآبة الذي قد يمتد لأيام. فيتحقق فيك قول "من راقب الناس مات همًا".
• عند التعارف، قد يتعرف الآخر على تفاصيل شخصيتك، وحتى عيوبها، وعلى علاقاتك وأفعالك من البداية، بدل أن تقدّم له نفسك بشكل لائق. كذلك رئيس العمل الحالي، أو العمل الذي ستتقدم إليه، قد يطلع على حسابك أو صفحتك، وقد يأخذ انطباعًا غير جيد عنك.
• عندما تحاول الفصل والتمييز بين الأصدقاء الحقيقيين والافتراضيين، أحيانًا قد يصعب ذلك، خاصة لو أردت دعوة صديق افتراضي لتلتقي به شخصيًا.

المصدر: thehealthjunction.wordpress.com

كيفية التعامل معها
• قرر وقتًا محددًا من الليل، واضبط منبهك لتغلق أجهزتك أو تحوّلها إلى الوضع الصامت، لكي يتسنى لك الاستعداد للنوم في الوقت المناسب.
• عليك بالاعتدال في الاستعمال. أطفئ التنبيهات الصوتية والومضات، واكتف بالاطلاع على المستجدات بين حين وآخر. قد يصعب هذا على البعض، لكنه أسرع طريقة لخفض توترك، ولتصفية ذهنك لما تحتاج فعله في الحياة اليومية.
• أطفئ نفسك عن العمل. أظهر استبيان أن إتاحة المرء نفسه لجهة عمله هي المصدر الأول للإجهاد المتعلق بالتكنولوجيا. بالرغم من أنه قد يستهويك متابعة مراسلات ومكالمات عملك بعد مغادرته، من المهم أن تخصص وقتًا لنفسك وتضغط زر الإغلاق عن إجهاد العمل. أبلغ زملاءك أنك لن تكون متاحًا بعد وقت معين، أغلق تليفونك وكمبيوترك، وخصص وقتًا خاليًا من العمل كل ليلة للاسترخاء؛ وافعل فيه ما يساعدك على تجديد نشاطك.
• لتكن الحوارات الهامة وجهًا لوجه. من أبرز عيوب وسائط التواصل أنه من الصعب استشعار نبرة الكلام ومغزاه مثلما يكون وجهًا لوجه. لذا يكون فيها سوء التفاهم أحرى. أيضًا انتظار الردود فيها سبب للتوتر والقلق. لتجنب ذلك حاول إقامة الحوارات الهامة وجهًا لوجه، ودع المراسلات كأداة للتنسيق والدردشة البسيطة. سيفيدك هذا لتقوية علاقاتك.
• افصل الشخصي عن الرسمي. إن كنت لا ترغب التواصل المستمر مع زملائك وعملائك، أنشئ حسابات خاصة للتواصل معهم تتفقدها في أوقات معينة.
• كن انتقائيًا للأشخاص. الإغراق في الرسائل ومتابعة ما يُنشر من أشخاص يسببون لك توترًا بأي طريقة قد يفسد مزاجك بسهولة. لذا قد ينفع أن تكون انتقائيًا في من تكون متاحًا لهم ومتى. البعض يلزم نفسه بقبول كل طلبات الصداقة وإعطاء معلوماته الشخصية عند طلبها؛ لا تفعل ذلك إلا إن كنت حقًا تريده. يمكنك الاعتذار عن التواصل المستمر مع شخص ما بأن تقول له أنك لا تستعمل هذه الطريقة بكثرة.
• لا تخضع للضغط بأن تكون كلها لديك. المصدر الثاني لإجهاد التكنولوجيا هو الاضطرار لملاحقة مستجداتها؛ لكن من المهم إدراك أن معرفة كل ما فيها والحصول عليه ليس أساسيًا. قد يكون مغريًا اقتناء أحدث جهاز جوال أو غيره، أو إعداد حساب لكل موقع تواصل؛ لكن تذكر أن دور التكنولوجيا هو تحسين حياتك لا الأخذ منها؛ وإن كانت تسبب لك الإجهاد فهي لا تؤدي دورها. لا شيء يستحق أن تدعها تفسد مزاجك؛ لذا حاول الاقتصار على أقل عدد ممكن من الموافع التي تجدها نافعة، واستعن بالشروح لتعلّم كيفية الاستفادة القصوى منها، ولا تسمح لها أن تستحوذ على وقتك.
• خذ فترة "ديتوكس" رقمي. إدمان الإنترنت يحرمك من التمتع بمصادر يومية للحياة الحقيقية، بالتواصل المباشر مع الإنسان وغيره من الأحياء. للحد من الإجهاد ولتوفير وقت لأمور أعلى قيمة، جرّب فترة "ديتوكس" رقمي (التخلص من السموم الرقمية). أمض أسبوعًا، يومًا، أو حتى مساء بلا تكنولوجيا، وعش في العالم الحقيقي. أنصت لتغريد الطير بدل تغريدات تويتر، تأمل والمس أشجار الحديقة وتنشق عبير أزهارها بدل الخلفيات والصور على شاشة، وتمشى وتحدث مع إنسان ممسكًا بيده بدل المحادثات النصية. عندما تعود إلى جهازك سترى أن العالم لم يتوقف لأنك أطفأته لتلك المدة، وعلى الأرجح لم يكن ثمة داعٍ للقلق كما كان يبدو.

ملاحظة

من عجائب الصدف أني نشرت هذا المقال في اليوم الذي قفز فيه سهم تويتر أكثر من 20%!

-- المصدر: الترجمة من عدة مواقع --

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق