[بيت يهوه] - يسرائيل رسول الله

يسرائيل هوكنز... رجل مُسنّ، لكنه نشيط، ويبدو بصحة ممتازة. يعيش في أميركا؛ وحسب كلامه... تربى هو وإخوته على قراءة الإنجيل كل ليلة. ولما كبر... ذهب مع أخيه الأكبر إلى إسرائيل لتعلم العبرية والتعمق في أصول الدين. وبعد عودتهما لأميركا زعما أنهما الشاهدان المذكوران في الإنجيل؛ ثم اختلفا وافترقا، ومات الأخ الأكبر؛ وهذا أثبت بطلان زعمهما، لأن الإنجيل ينص على أن الشاهدين يُقتلان معًا؛ لكن الرجل لا يزال مصرًا على زعمه.


في الثمانينات أقدم على تأسيس ما سماه "بيت يهوه" أي "بيت الله"... في بلدة آبلين في تكساس (نسبة إلى آبيل بن آدم)، زاعمًا أن الله أرسله ليكمل عمله الذي بدأه منذ خلق آدم، وأن "يهوه" هو اسم الله الحقيقي، وأن المسيح هو كبير القسيسين على هذا البيت، وأن قوانين شريعة العهد القديم باقية إلى الأبد، وأن سبب خراب العالم هو مخالفة تلك القوانين وعدم دعاء الله باسمه "يهوه" الذي إذا دعي به أجاب، وأن صلاحه لن يكون إلا بالالتزام بذلك. وقد تكونت له جماعة أتباع متشددة في تطبيق الشريعة وتسمح بتعدد الزوجات.

وهو يسعى لنشر الرسالة إلى جميع أنحاء العالم عبر الإنترنت والتليفزيون. ويقول أن الإنجيل ينص على وجوب أن يهاجر جميع المؤمنين من العالم ويسكنوا عند بيت يهوه. وتصدر الدعوة للناس بالحج إلى البيت في المناسبات المنصوص عليها في العهد القديم (معروفة لدى اليهود)، عدة مرات في السنة. ويبدو أن من الناس من يلبّون ويأتون من كل فج عميق. 

 وهو يكثر من ذم وتقريع الكاثوليك والفاتيكان؛ ويقول أنهم حاربو المؤمنين والعقيدة الحقة وحرصو على تغييبها حتى من قبل المسيح، وعطلو الشريعة، وحولو اليوم المقدس من السبت... موعد الله الأسبوعي مع عباده... إلى الأحد... يوم الشمس، وأنهم من يقود العالم في الفساد والشر.

 من مؤلفاته كتاب "المولود النووي"، تنبأ فيه بكارثة نووية تصيب الشرق الأوسط، ثم تعم الكوارث ولا يبقى إلا خمس البشر، وأنها من نبوءات آخر الزمان، وأن المسيح سيعود بعدها؛ وقد سبق له التنبؤ بموعدها عدة مرات في التسعينات وحتى 2006، وكل مرة كان يتنبأ باسم يهوه، ويحدد موعدًا للكارثة ويقول أن هذه المرة مؤكدة، وفشل في كل مرة؛ لكنه لا يزال مصرًا أن الله يؤخرها ويمهلنا لنتوب. لكن شريعة العهد القديم التي ألزم جماعته بها... تنص على أن من تنبأ باسم يهوه ولم تتحقق نبوءته... نبي كذاب، يجب قتله. ولا ندري لما لم يقدم أحد أتباعه على قتله طاعة لأمر الله، أو لماذا تستمر الجماعة متماسكة رغم ذلك.

ومن مزاعم هذه الشخصية اللافتة... في كتاب "الشيطان، هويتها الحقيقية تُكشف"... أن إبليس... أنثى، وأنها كانت زوجة الله، وأن دورها كان تعليم سائر الخلائق شريعة الله؛ لكنها يومًا ما قررت التمرد وأن يكون لها شأن أعظم مما حدده لها زوجها، وأن تصير هي الملكة؛ فطردها الله من العرش؛ ومنذ ذلك الحين وهي تسعى لتخريب خطته لإعمار الكون وملئه بالحياة... على أساس قوانينه الكاملة التي تحض على المحبة والخير والسلام.