تداولت بعض المواقع الإخبارية منذ أسابيع الخبر الآتي:
المدهش أن أول من نشره هو موقع [أبو الهول.. دليلك الأول للأخبار غير الحقيقية] الذي ينشر أخبارًا مزيّفة على سبيل الهزل.
إذن هو خبر مزيف. لكن سرعان ما نشرته المواقع الإخبارية التي تزعم المصداقية، على أنه خبر حقيقي؛ وقد رصد بعضَها الموقع نفسه كما يلي:
علميًا، لا ينفع غاز الضحك للأماكن المفتوحة لأنه سريع التطاير لا يمكث بما يكفي للاستنشاق. رغم ذلك، يبدو أن الخبر نُشر في مواقع أكثر من المذكورة بكثير؛ منها الخاص والحكومي، الصغير والكبير؛ وكلها عربية.
بعدها بأيام تنبّه بعضها للخطأ الفادح الذي يقدح بمهنيتها؛ فقامت بإزالته ونشر نفي له، ومنها الحرة والعربية.نت، قائلة أن السويد نفت الخبر عبر تويتر. ولم يعتذر هذان الموقعان؛ وآثرا مسحه وعدم الاعتراف بنشره، واستعمال صيغة "تداولته بعض المواقع الإخبارية". بل إن العربية.نت مسحت حتى النفي، على أمل أن يُنسى الأمر... وتتدارى الفضيحة.
وقد أمكن العثور على آثار في قوقل كاش، منها رابط خبر العربية.نت الذي صار مكانه صفحة خطأ 404:
http://www.alarabiya.net/ar/last-page/2013/12/31/-غاز-الضحك-لتفريق-المتظاهرين-في-السويد-.html
هذا مثال على مدى استهتار محرري المواقع العربية وضعف مصداقيتها ومهنيتها، وتجسيد لعبارة "كلام جرايد..."، وتأكيد لحكمة "لا تصدّق شيئًا مما تسمع، ولا نصف ما ترى، حتى تتبيّن."
ما ورد أعلاه ليس كل شيء. لانحطاط الإعلام العربي وجوه أخرى:
المصدر الذي أخذت منه المواقع الخبر، «أبو الهول»... الذي يزعم أنه انفرد به... الحقيقة أنه سرقه؛ وترجمه بتصرّف من موقع أمريكي اسمه Washington Fancy يقدم نفس المادة، [أخبار مزيّفة على سبيل الهزل.] ويبدو أن «أبو الهول» لا يفعل أكثر من أخذ الأفكار من مواقع أجنبية وترجمتها بتصرّف. وجاء الخبر الهزلي تحت عنوان:
شرطة أوكلاند تستعمل تكتيكات جديدة، غاز الضحك على المتظاهرين
Oakland Police Use New Tactics, Laughing Gas on Occupy Protesters
وهكذا فإن العرب بدل أن يبدعوا في الهزل... هم مصابون بالهزال. يسرقون الأفكار وينشرونها على أنها لهم، وينقلون الخبر المزيّف وينشرونه على أنه حقيقي. وهذا ما هو إلا صورة من صور هزالهم الشامل. لكن يبقى الأمل في أن يتنشط الإبداع ويتقوّى الأداء، حين يتخلصون من الأغلال الموروثة التي تعيق عقولهم وتضعف أداءهم.
الشرطة السويدية تفض مظاهرة نسائية بـ"غاز الضحك"
ابتكرت قوات مكافحة الشغب بالشرطة السويدية أسلوبًا جديدًا لفض المظاهرات عن طريق غاز الضحك، أو أكسيد النيتروس، استخدمته اليوم، الأحد، لفض مظاهرة نسائية تطالب بتعديل بعض قوانين المساواة بين الجنسين، بالعاصمة ستوكهولم.
وقال مدير الشرطة السويدية، كارل هانكس، إن «هذه الطريقة الجديدة ابتكرها أحد الضباط بقوات مكافحة الشغب، لفض المظاهرات المخالفة أو التي تعطل المرور، بدون أي خسائر». مضيفًا: «أول تجربة لغاز الضحك تمت اليوم، وأثبتت فعاليتها، حيث فوجئ المشاركين بالمظاهرة بالغاز الجديد، وفقد الجميع أعصابهم وعم الضحك أرجاء المكان وانصرفوا بعد ذلك».
وقالت كارولين جورج، المنظمة لهذه المظاهرة: «رفعنا لافتاتنا وبدأنا الهتاف، ثم ظهرت بعدها الشرطة، وتوقعنا أن يتم اطلاق الغاز المسيل للدموع علينا، لكننا فوجئنا بغاز الضحك، وهو ما أفقدنا حماسنا، وحول الجو العام إلى مسرحية كوميدية، مما دفعنا إلى إنهاء المظاهرة».
المدهش أن أول من نشره هو موقع [أبو الهول.. دليلك الأول للأخبار غير الحقيقية] الذي ينشر أخبارًا مزيّفة على سبيل الهزل.
إذن هو خبر مزيف. لكن سرعان ما نشرته المواقع الإخبارية التي تزعم المصداقية، على أنه خبر حقيقي؛ وقد رصد بعضَها الموقع نفسه كما يلي:
لقي خبر استخدام الشرطة السويدية لغاز الضحك في فض احدي التظاهرات النسائية، الذي انفردت به «أبو الهول» اهتمامًا اعلاميًا واسعًا، حيث نقلته جهات اعلامية مرموقة وكبيرة، منها موقع «العربية.نت»، وموقع «الحرة»، وجريدتي «الشروق» و«اخبار اليوم» المصريتين. .. كما قام احد المواقع الاخبارية السويدية بنقل الخبر، وذكر آخر انه نُقل عن «وكالات أنباء». المصدر
علميًا، لا ينفع غاز الضحك للأماكن المفتوحة لأنه سريع التطاير لا يمكث بما يكفي للاستنشاق. رغم ذلك، يبدو أن الخبر نُشر في مواقع أكثر من المذكورة بكثير؛ منها الخاص والحكومي، الصغير والكبير؛ وكلها عربية.
بعدها بأيام تنبّه بعضها للخطأ الفادح الذي يقدح بمهنيتها؛ فقامت بإزالته ونشر نفي له، ومنها الحرة والعربية.نت، قائلة أن السويد نفت الخبر عبر تويتر. ولم يعتذر هذان الموقعان؛ وآثرا مسحه وعدم الاعتراف بنشره، واستعمال صيغة "تداولته بعض المواقع الإخبارية". بل إن العربية.نت مسحت حتى النفي، على أمل أن يُنسى الأمر... وتتدارى الفضيحة.
وقد أمكن العثور على آثار في قوقل كاش، منها رابط خبر العربية.نت الذي صار مكانه صفحة خطأ 404:
http://www.alarabiya.net/ar/last-page/2013/12/31/-غاز-الضحك-لتفريق-المتظاهرين-في-السويد-.html
هذا مثال على مدى استهتار محرري المواقع العربية وضعف مصداقيتها ومهنيتها، وتجسيد لعبارة "كلام جرايد..."، وتأكيد لحكمة "لا تصدّق شيئًا مما تسمع، ولا نصف ما ترى، حتى تتبيّن."
ما ورد أعلاه ليس كل شيء. لانحطاط الإعلام العربي وجوه أخرى:
المصدر الذي أخذت منه المواقع الخبر، «أبو الهول»... الذي يزعم أنه انفرد به... الحقيقة أنه سرقه؛ وترجمه بتصرّف من موقع أمريكي اسمه Washington Fancy يقدم نفس المادة، [أخبار مزيّفة على سبيل الهزل.] ويبدو أن «أبو الهول» لا يفعل أكثر من أخذ الأفكار من مواقع أجنبية وترجمتها بتصرّف. وجاء الخبر الهزلي تحت عنوان:
شرطة أوكلاند تستعمل تكتيكات جديدة، غاز الضحك على المتظاهرين
Oakland Police Use New Tactics, Laughing Gas on Occupy Protesters
وهكذا فإن العرب بدل أن يبدعوا في الهزل... هم مصابون بالهزال. يسرقون الأفكار وينشرونها على أنها لهم، وينقلون الخبر المزيّف وينشرونه على أنه حقيقي. وهذا ما هو إلا صورة من صور هزالهم الشامل. لكن يبقى الأمل في أن يتنشط الإبداع ويتقوّى الأداء، حين يتخلصون من الأغلال الموروثة التي تعيق عقولهم وتضعف أداءهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق